الجمعة، 9 ديسمبر 2011



المكتبات في العصور القديمة
لقد دلت الحفريات والتنقيب عن الآثار أن أولى المكتبات ظهرت قديماً قبل الميلاد في منطقة ما بين النهرين في العراق وفي وادي النيل .
ولقد اختلف مفهوم المكتبة وتطور مدلولها عبر العصور ، وذلك لأن المكتبات القديمة لم تكن كالتي نراها هذه الايام من حيث تعداد أنواعها ومقتنياتها وطرق تنظيمها وخدماتها فالسومريون في منطقة ما بين النهرين سموها بيت اللوحات الكبير لأنها مليئة بالألواح الطينية . أما الفراعنه فقد أطلقوا عليها قاعة كتابات مصر ومكان إنعاش الروح . وإذا انتقلنا إلى اليونان لوجدنا كلمة bibliotheca للدلالة على المكتبة ، والكلمة تعني المكان الذي توضع فيه الكتب ، ولا تزال الكلمة شائعة في فرنسا والدول التي تتكلم اللاتينية . أما الرومان فقد استعملوا كلمة libri وتعني الكتاب نفسه ومنها جاءت كلمة library والتي تعني مكتبة للبحث والمطالعة . وتعتبر كلمة مكتبة حديثة في العالم العربي ولم تستخدم إلا في القرن التاسع عشر فقد استخدم العرب كلمة دار وكلمة خزانة للدلالة على المكتبة .
أما أشهر المكتبات في بلاد ما بين النهرين هي تلك التي وجدت في المعبد الرئيسي بمدينة كلش والتي تسمى مكتبة تللو حيث ضمت أكثر من 30 ألفاً من الألواح الطينية . كذلك وجدت في معابد مدن أور ونيبور وغيرها حجرات لحفظ الألواح الطينية المسجل عليها أخبار الآلهة والأحداث التاريخية والملاحم الشعرية والسحر والأساطير وغيرها . ولقد كانت مكتبات الحضارة البابلية والآشورية كالمكتبات السومرية لا تتعدى كونها دوراً للمحفوظات والسجلات . وكانت هذه المحفوظات ترتب موضوعياً في كثير من الأحيان أو حسب أحجامها . أما المشرف على المكتبة فقد كان كاهناً عالي المرتبة في مكتبات المعابد ومن أبناء العائلات النبيلة في مكتبات القصور . ومن أشهر المكتبات في بلاد النهرين وأعظمها مكتبة آشور بانيبال الذي لقب نفسه بـ عناية الحاكم الآشوري المثقف آشور بانيبال ملك العالم وملك الآشوريين ، مكتبة القصر الآشوري ، مكتبة قصر آشور بانيبال ، وقد اختلف العلماء حول مقدار مقتنياتها حيث قال البعض بأنها 1000 رُقم طيني ، ويذهب البعض بأنها أكثر من ذلك ، ومن الثابت أن الملك آشور بانيبال قد جمع في هذه المكتبة كل ما وجده في القصور الملكية لأجداده من الملوك السابقين وأضاف إليها كل ما استطاع جمعه في عصره وحفظ فيها الآف الألواح الطينية التي تمثل تراث حضارات ما بين النهرين في جميع فروع المعرفة وكانت المكتبة مفهرسة ومنظمة بصورة جيدة .
أما المعلومات التي وصلتنا عن مكتبات مصر القديمة لا تكفي لتكوين صورة كاملة عن مقتنياتها وتنظيمها فإن المصادر المختلفة تشير إلى وجود مكتبة في الجيزة حوال عام 2500ق.م . كما أسس رمسيس الثاني مكتبة في طيبة تضم حوالي عشرين ألفاً من ورق البردي وكان ذلك حوالي عام 1250ق.م . وكانت لفائف البردي تحفظ عادة مطوية في جرار فخارية أو اسطوانات معدنية وعليها كلمات تدل على محتوياتها كما كانت لفائف البردي أحياناً أخرى توضع مصفوفة على الرفوف .
المصدر : 1- د. ربحي عليان . المكتبات في الحضارة العربية الإسلامية .
2- د. سيد حسب الله . د. محمد جلال غندور . تاريخ الكتب والمكتبات عبر الحضارات الإنسانية
3- د. أحمد بدر . المدخل إلى علم المعلومات والمكتبات .


http://alyaseer.net/vb/showthread.php?t=6541

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق