الخميس، 8 ديسمبر 2011


المكتبات ودورها الحضاري في تاريخ الأمم (3)

نوفمبر 12th, 2008 كتبها أحمد صالح بن الناصر نشر في , تاريخ المكتبات

خدمات المكتبات الإسلامية maktabat.jpgلقد شيدت للمكتبات أبنية مستقلة على طراز خاص لأهمية الدور الذي كانت تقوم به، فقد خصصت يعض الحجرات فيها للمطالعة وبعضها للنسخ والترجمة، وأثثت بأفخر الأثاث  فدار الحكمة لم تفتح أبوابها حتى فرشت وزخرفت، وقد وضعت المكتبات الإسلامية على اختلافها أنظمة تصنيف واعتمد في أغلبها نظام الرفوف المفتوحة (حيث يتناول القارئ الكتاب بنفسه) سوى بعض المخطوطات والكتب النادرة، وكان يعيّن على المكتبة هيئة من المسؤولين وعلى رأسهم خازن المكتبة، فكان عملهم إداري وعلمي في نفس الوقت ولهذا يشترط فيمن يختار للمنصب أن يكون من الراسخين في العلم ومن فطاحل العلماء ومشاهير الأدباء، لأنه يحفظ ويتعامل مع أغلى ما تملكه الأمة ألا وهو فكرها.
من أبرز ما يسترعي الانتباه في المكتبات الإسلامية جماعة النساخ، الذين هم بمثابة وسائل الطباعة الحديثة اليوم، فقد وضعوا مواثيق للحرفة من اشتراط الأمانة في النقل وجودة الخط والإتقان فكانت تدفع إليهم المؤلفات الجديدة لينسخوا منها نسخة أو أكثر، إلى جانب ذلك ظهر المترجمون في أمهات المكتبات الإسلامية الذين نقلوا كنوزا عظيمة من التراث الإنساني، وأنقذوا مصنفات لولاهم كانت ستضيع إلى الأبد. وقد كانت في المكتبات الإسلامية خدمة استعارة الكتب وحظيت بآداب جمة تدل على رفعة الأخلاق الإسلامية وشمولها جميع الميادين، من نبذ حبس الكتب عن أهل العلم، أو التأخر في رد الكتاب إلى صاحبه كما وعرفت الإعارة الخارجية في المكتبات وكانت تتم مقابل ضمان أو رهن، ودون ذلك بالنسبة للعلماء وطلبة العلم.
 مكتبة المعصومة1:
يذكر المؤرخون أن مكتبة المعصومة تكونت نواتها الأولى في عهد الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمان بن رستم عندما بعث إلى إخوانه بالبصرة بألف دينار ليشتروا له بها كتبا وينسخوا المجلدات، فنسخوا له أربعين حملاً وبعثوا بها إليه، لقد اشتهر الأئمة الرستميون بالتأليف في مختلف العلوم فأرادور من خلال ذلك نشر العلم والثقافة وتعليم المغاربة أمور دينهم وبث المذهب في أوساطهم. بلغت محتويات مكتبة تيهرت التي سميت فيما بعد بمكتبة المعصومة كما يقول الشيخ محمد علي الدبوز ثلاثمائة مجلد2. تحوي على مصنفات نادرة في المذهب الإباضي، هذا ما جعلها متميزة عن مثيلاتها من المكتبات الإسلامية، كذلك قد تفردت بجمعها لأمهات الكتب الإباضية ومصنفاتهم مثل: ديوان تيهرت المفقود.كما كانت الوحيدة في المغرب الإسلامي آنذاك، سوى بعض الدراسات التي تشير إلى وجود خزانة أخرى في جبل نفوسة بمدينة شروس، وكانت مثل هذه المكتبات ملجأ طلاب العلم لذا نجد أن أغلب العلوم التي كانت متناولة في القرنين الثاني والثالث الهجريين، مطروقة في الدولة الرستمية وعرفت العلوم الدينية كالتفسير والحديث والفقه بالخصوص إقبالا منقطع ال

المزيد

المكتبات ودورها الحضاري في تاريخ الأمم (2)

  كتبها أحمد صالح بن الناصر نشر في , تاريخ المكتبات

الدور الحضاري للمكتبات الإسلامية
islamic-biblio-2.jpgإذا عرجنا على العالم العربي الذي كان معظمه لا يعرف للتدوين طريقا سوى بعض القصائد الشعرية المكتوبة على اللخائف أو جلود الغزال ، ولم يعرف للعلم سبيلاً إلا بعد التحول العظيم بنزول الرسالة المحمدية رسالة إقرأ، فانتقلت من مجتمع جاهلي أمي إلى أمة إقرأ بفضل الوحي الرباني، وإرشادات خير البرية وحثه لأصحابه على طلب العلم فكان لذلك الأثر الكبير في إقبال الأمة على العلم، ما ولد نشاطا علميا واسعا في مختلف الميادين، فحققت الأمة الإسلامية الازدهار الحضاري وأمدت التراث الإنساني بذخيرة علمية قيمة لا يزال يستفيد منها العالم1.
وكان لانتشار التعليم أسباب مثل بروز ضرورة تدوين الوحي والحديث، كما وأن قرار النبي ص في أسرى غزوة بدر بافتداء أنفسهم عن طريق تعليم تسعة صبيان الكتابة  الأثر في انتشار الكتابة، التي أدى إتقانها إلى تدوين العلم وحفظه ما نتج عنه مؤلفات ومصنفات فما كاد يأفل نجم القرن الثالث الهجري حتى كثرت المؤلفات في مختلف العلوم حيث قال بن خلدون في ذلك:وطما بحر العمران والحضارة في الدولة الإسلامية في كل قطر وعظم الملك ونفقت أسواق العلوم وانْتسخت الكتب وأجيد كتبها وتجليدها وملئت به القصور والخزائن الملوكية بما لا كفاء له…2 
وبعد هذا التمهيد الضروري لمعرفة الظروف التي أدت إلى ظهور المكتبات، نجد أن نشأة المكتبات في الإسلام كان مع نشأة المساجد التي لم تكن مكانا خاصا للعبادة فقط بل كانت مركز الحياة الاجتماعية والعلمية ومقر اجتماع العلماء والطلبة، وفي أواخر القرن الثالث الهجري كثرت المكتبات العامة و أمدت بالكتب والنساخ3، و لن نأتي على ذكرها كلها وسنكتفي بأشهر المكتبات التي ذاع صيتها والتي لا تشكل إلا غيضا من فيض من مكتبات إسلامية كثيرة.
1 ـ دار الحكمة أو بيت الحكمة :
وهي أول مكتبة أكاديمية وعامة تقام في البلاد الإسلامية ويرجع المؤرخون أول من أسسه
المزيد

المكتبات ودورها الحضاري في تاريخ الأمم: الحضارة الإسلامية أنموذجا

أكتوبر 29th, 2008 كتبها أحمد صالح بن الناصر نشر في , تاريخ المكتبات

إن أعظم ما عني به الإنسان هو الكتابة والتوثيق والعلم، فقد تركت الأمم والحضارات السابقة مصنفات ومجلدات ومخطوطات ملأت رفوفا وخزائن مكتبات الدنيا التي أنشأت من أجل حفظ هذه الذاكرة، وهذا التراث العظيم ونقله إلى الأجيال القادمة وعني بتصنيفها وتنظيمها وتسهيل الوصول إلى هذه الكنوز..
ويشكل دراسة تاريخ هذه المكتبات جزءا مهما من دراسة التاريخ الفكري للحضارة الإنسانية لأن تاريخها يبدأ مع بداية هذه الحضارة ويسير معها ، ويعد دراسة تاريخ المكتبات في الإسلام من المواضيع التي لم تعط حقها من الدراسة1 ، لذلك ارتأينا أن نعطي ولو صورة موجزة عن تاريخ هذه المكتبات ، ودورها الحضاري في تاريخ الأمة الإسلامية خاصة وتاريخ الإنسانية عامة.
ـ فما هي المكتبات؟ و ماهي أشهر المكتبات في التاريخ الإسلامي؟ وما هو الدور الحضاري الذي لعبته في تاريخ وحضارة الأمة الإسلامية؟ وما هو واقع المكتبات اليوم في وادي ميزاب؟
تمهيد:
من أجل توضيح الصورة ارتأينا أولا أن نعرف المكتبة ، وما هي الأدوار التي تقوم بها . فقد عرفتها اليونسكو2 في اجتماعها السنوي : بأن المكتبة مهما اختلفت التسميات هي كل مجموعة منظمة من الكتب المطبوعة و المطبوعات المسلسلة أو أي وثائق أخرى سمعية بصرية، بالإضافة إلى خدمات الموظفين المكلفين بتسهيل استعمال هذه الوثائق لأهداف التربية والبحث والترفيه نستنتج من هذا أن المكتبة تقوم بوظائف أساسية هي تخزين المعلومات ومعالجتها و تسهيل 
http://dateoflibraries.blogspot.com/2011/11/blog-post.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق